يهيمن برج غلطة المهيب، الذي يعود إلى العصور الوسطى، على أفق منطقة غلطة النابضة بالحياة، ويشهد على تاريخ المدينة العريق، ويوفر إطلالات بانورامية لا مثيل لها. بُني البرج في الأصل على يد الجنويين عام ١٣٤٨ كجزء من تحصيناتهم الدفاعية، وكان يُعرف باسم "برج المسيح". شهد هذا البرج الحجري الرائع، بغطائه المخروطي المميز، قرونًا من تطور إسطنبول.
على مدار تاريخه الطويل والحافل، خدم برج غلطة أغراضًا متعددة. فبالإضافة إلى دوره في البداية كبرج مراقبة يحرس مستعمرة جنوة، حُوِّل لاحقًا إلى سجن خلال العصر العثماني. كما جعله ارتفاعه الاستراتيجي برجًا ثمينًا لمراقبة الحرائق، إذ وفّر إنذارات مبكرة من الحرائق المتكررة التي عصفت بالمدينة الخشبية. وقد أضاف كل تحول مستوى جديدًا إلى أهميته التاريخية، جاعلًا منه سجلًا حيًا لتاريخ إسطنبول.
الصعود إلى قمته، سواءً عبر سلالمه الحجرية التاريخية أو المصعد الأحدث، يوفر إطلالة بانورامية خلابة بزاوية 360 درجة. من هذه النقطة المرتفعة، يمكن للزوار الاستمتاع بمناظر خلابة للقرن الذهبي، ومياه مضيق البوسفور النابضة بالحياة، والقباب والمآذن الأيقونية لشبه الجزيرة التاريخية (بما في ذلك آيا صوفيا والمسجد الأزرق)، وشواطئ أوروبا وآسيا البعيدة. تتكشف أمامك اتساع إسطنبول وجمالها الأخّاذ، مانحةً إياهم مشهدًا لا يُنسى.
يُعدّ برج غلاطة اليوم أكثر من مجرد معلم تاريخي؛ فهو مركز ثقافي نابض بالحياة ووجهة سياحية جاذبة. تضم طوابقه العليا مطعمًا ومقهى، مما يتيح للزوار الاستمتاع بالمناظر الخلابة مع المرطبات.
المسافة إلى الفندق
خدمة النقل والكونسيرج